أبي بكر وعمر واحد يعني موقف الزهراء منهما وموقفهما منها ، يقول ابن قتيبة في تاريخه « دخل أبو بكر وعمر على فاطمة فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط .. إلى أن يقول فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تعرفانه وتعملان به؟ قالا : نعم فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني.
قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأشكونكما إليه ، ثم قالت : والله لأدعون عليكما في كل صلاة أصليها » (١).
كل هذه الحقائق جعلت الدنيا مظلمة لدي .. وفور توصلي إليها قفز إلى ذهني ألف سؤال وسؤال .. لا أدري ماذا أفعل وكيف أفكر وإلى من ألجأ؟!! إنها بضعة المصطفى الصديقة فاطمة ، أقرأ فإذا بها عاشت بعد أبيها في حالة غضب إلى أن ماتت ... كيف ولماذا!! الطرف الآخر الذي غضبت عليه الزهراء إنه الخليفة الأول .. الصديق .. الخليل لقد كان يحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما علمونا ـ أكثر من نفسه .. فكيف يفعل بالزهراء شيئا يغضبها؟.
كيفما كانت التساؤلات ومهما كان التبرير هاهي فاطمة (ع) كما وجدت بين طيات الكتب غاضبة على الخليفتين .. وكما سأبين لك عزيزي القارئ في الفصول القادمة .. وبرغم كل الحواجز قررت مواصلة البحث
ــــــــــــــــ
(١) ـ الإمامة والسياسة « تاريخ الخلفاء » ص ١٢ ـ ١٣.