قرأت عليه قوله تعالى ( واعلموا أنما غنمتم منشيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) فقال لها أبو بكر بأبي أنت وأمي السمع والطاعة لكتاب الله ولحق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحق قرابته وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقرأين منه ، ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس مسلم إليكم كاملا قالت : فلك هو ولأقربائك؟! قال : لا ، بل أنفق عليكم منه وأصرف الباقي في مصالح المسلمين ، قالت : ليس هذا حكم الله (١).
وفي فتوح البلدان وطبقات ابن سعد وتاريخ الإسلام للذهبي وشرح النهج عن أم هاني قالت : إن فاطمة بنت رسول الله أتت أبا بكر (رض) فقالت : من يرثك إذا مت؟ قال : ولدي وأهلي ، قالت : فما بالك ورثت رسول الله دوننا؟! قال : يا بنت رسول الله ما ورث أبوك ذهبا ولا فضة ، فقالت : سهمنا بخيبر وصافيتنا فدك.
ولفظ طبقات ابن سعد : فسهم الله الذي جعله لنا وصافيتنا بيدك.
وفي لفظ ابن أبي الحديد وتاريخ الإسلام للذهبي :
قال : ما فعلت يا بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : بلى إنك عمدت إلى فدك وكانت صافية لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخذتها ، وعمدت إلى ما أنزل الله من السماء فرفعته عنا (٢).
لقد طالبت الزهراء (ع) بحقوقها كاملة فلم تحصل منها على شيء ولا أدري لماذا منعت وردت! إما لأنها كذبت في دعواها وحاشا لمن وعى كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وآمن بالوحي حقا أن يدعي عليها مثل
ــــــــــــ
(١) ـ تاريخ الإسلام للذهبي ١ / ٣٤٧ ، شرح النهج ٤ / ٨١.
(٢) ـ فتوح البلدان ١ / ٣٥ وطبقات ابن سعد ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٥ وشرح النهج ٤ / ٨١ وتاريخ الإسلام للذهبي ١ / ٣٤٦.