من ذلك حتى كادت تقع الفتنة وقيل أن عائشة ركبت بغلة شهباء ، وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد (١).
والقرآن الحكيم يثبت أن هذه البيوت التي أودع فيها زوجاته هي له دون الزوجات في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) (سورة الأحزاب : آية / ٥٣) فنسبة البيوت إلى النبي واضحة فهو الأصل وزوجاته عرض على هذه البيوت ولا يعترض قائل بأن الله تعالى يقول أيضا ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) لأن كلمة ( بيوتكن ) هنا تشمل البيت الذي كان في زمن حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي تنتقل إليه الزوجة عادة بعد وفاة زوجها ... فالزوجة إما ترجع إلى بيت أهلها أو تبقى في بيت زوجها والأخير لا يتم إلا عن أحد طريقين إما أنها تملكته في حياة زوجها أو أنها ورثته عنه والثاني غير ممكن بالنسبة لزوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عند من يؤمن بحديث لا نورث أما الأول فلم يثبت أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نحل البيوت لأزواجه ، في حين أن فدكا نحلت لفاطمة الزهراء كما جاء في تفسير آية ( وآت ذا القربى حقه ) قالوا لما نزلت هذه الآية دعا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة وأعطاها فدك (٢).
إذا كلمة ( بيوتكن ) لا دلالة فيها على ملكية زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لبيوته بل الآية الأولى واضحة في نسبة البيوت للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي المقيدة للآية الثانية في حال حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
لقد طالبوا الصديقة الطاهرة بالبينة ولم يطالبوا غيرها بذلك ... ما السبب؟! ذلك ما ستكشف عنه الأحداث كما سنفصل.
ــــــــــــــــ
(١) ـ تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢٢٥.
(٢) ـ بتفسير الآية من سورة الإسراء في شواهد التنزيل ١ / ٣٣٨ ـ ٣٤١ بسبعة طرق ، والدر المنثور ٤ / ١٧٧ وميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٥ ط أولى وكنز العمال ٢ / ١٥٨ ط أولى ومنقحة ، والكشاف ٢ / ٤٤٦ ، وتاريخ ابن كثير ٣ / ٣٦.