وما دمنا قد تحدثنا عن (العوائق) و (العوامل) فمن المفيد أن نتحدث عن (الوسائل) التي نبتغيها الىٰ الله تعالىٰ في الدعاء.
فإنّ الله تعالىٰ يدعونا أن نبتغي إليه الوسيلة.
يقول تعالىٰ : ( أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ) (١).
ويقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) (٢).
وقد جعل الله تعالىٰ هذه الوسائل لعباده الذين تعجز أعمالهم وأدعيتهم عن الصعود إليه رحمة بهم ، وهو أرحم الراحمين.
فإن الله تعالىٰ يقول : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (٣).
إنّ في حياة الانسان (كلماً طيباً) و (عملاً صالحاً).
و (الكلم الطيب) هو إيمان الانسان بالله ، وإخلاصه له تعالىٰ ، وثقته ورجاؤه به ، ودعاؤه وتضرعه بين يديه.
و (العمل الصالح) هو العمل الذي يقوم به الانسان عن (إيمان) ، و (إخلاص) ، و (ثقة) ، و (رجاء).
و (الكلم الطيب) يصعد الىٰ الله بصريح القرآن ، ولكن (العمل الصالح) هو الذي يرفع الكلم الطيب الىٰ الله ، بصريح القران كذلك.
ولولا (العمل الصالح) لم (يصعد الكلم الطيب) الىٰ الله ، إلّا أنّه قد يكون في
__________________
(١) الاسراء : ٥٧.
(٢) المائدة : ٣٥.
(٣) فاطر : ١٠.