السؤال واسلوباً في الدخول والخروج.
ولو أن العلماء أولوا هذه المسألة اهتماماً علمياً كافياً لخرجوا بنتائج مفيدة.
ولست اُريد الآن أن اقدم دراسة عن تصميم دعاء كميل وهيكله والافكار الاساسية فيه ، وإنما اُريد أن اقدم فقط توضيحاً موجزاً للاطار العام ، والافكار الرئيسة لهذا الدعاء بصورة موجزة لتتأمل من خلال هذا الاطار في الوسائل التي يقدمها الامام عليهالسلام بين يدي حاجاته الىٰ الله في هذا الدعاء.
دعاء كميل من الادعية الجليلة المعروفة في أوساط المؤمنين ، يواظبون عليه ليالي الجمعة ، ويقرأونه بصورة جمعية أو فردية.
وهذا الدعاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام علّمه لكميل بن زياد النخعي رحمهالله ، وتلقاه المؤمنون عن هذا الطريق جيلاً بعد جيل.
وهذا الدعاء غني بمفاهيم العبودية والتوبة والإخبات وزاخر بصور حيّة من التضرع والاستغاثة والانابة.
ولست في هذه التأمّلات بصدد شرح هذا الدعاء الشريف والمفاهيم التي يزخر بها ، فذلك امر يطول ولعل الله تعالىٰ يرزقني توفيق ذلك ويهيئ لي اسبابه.
اما الآن فأنا بصدد توضيح هيكل الدعاء ، فإن هذا الدعاء مصمم تصميماً خاصاً علىٰ ثلاث مراحل ، كلّ مرحلة منها تعد للمرحلة التالية لها ، وفهم هذا التصميم والاُسس التي يقوم عليها هيكل الدعاء يعيننا كثيراً علىٰ قراءة الدعاء وتأمل مفاهيمه والافكار الواردة فيه ، والتفاعل معه.
ولعل الله تعالىٰ يجعل هذا الجهد نافعاً ومفيداً للمؤمنين الذين اعتادوا قراءة هذا الدعاء.