كما ذكرنا ، هذا الدعاء مصمم علىٰ ثلاثة مراحل :
المرحلة الاولىٰ : يحكم المدخل الىٰ الدعاء ، تعد الداعي للوقوف بين يدي الله وللدعاء والتضرع والسؤال ؛ فإن الذنوب والمعاصي تحجب الانسان عن الله ، وتحبس الدعاء ، ولكي يقف الانسان بين يدي ربّه موقف الدعاء لابدّ أن يجتاز هذه العقبة أولاً.
وفي هذا المدخل يبدأ عليّ عليهالسلام بطلبين من الله.
احدهما طلب المغفرة من الله « اللّهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم. اللّهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم ... » هذا ما يتعلق بطلب المغفرة.
والآخر طلب الذكر والشكر والقرب فيقول : « وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك ، وأن توزعني شكرك ، وأن تلهمني ذكرك ».
ولابدّ للانسان ، لكي يتقدم للوقوف بين يدي الله للدعاء ، من هذا وذاك معاً. ولابدّ أن يغفر الله له ذنوبه ، ويزيل عن قلبه الحجب والغشاوات أولاً ، ولابدّ من أن يأذن الله له أن يدنو منه ويوزعه شكره ويلهمه ذكره ثانياً.
وهذه هي الفقرة الاولىٰ من المدخل في هذا الدعاء.
والفقرة الثانية من المدخل عرض للفاقة والحاجة والرغبة الىٰ الله « اللّهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته ، وانزل بك عند الشدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته » وليس من الله مفر ، وليس الىٰ غيره ملجأ.
وهاتان حقيقتان :
أ ـ ليس من الله مفر : « اللّهم عظم سلطانك ، وعلا مكانك ، وخفي مكرك ، وظهر أمرك ، وغلب قهرك ، وجرت قدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك ».
ب ـ وليس الىٰ
غيره ملجأ : « اللّهم لا أجد لذنوبي غافراً ، ولا لقبائحي