وفي الطائفة الرابعة من المطالب يطلب فيها الامام من الله أن يجنبه كيد الظالمين ومكرهم وشرهم ، ويرجع مكرهم الیٰ نحورهم ، ويحفظه من ظلمهم وأذاهم.
« اللّهم ومن ارادني بسوء فأرده ، ومن كادني فكده ».
« واكفني شر الجن والانس من اعدائي ».
هذه خلاصة موجزة وسريعة لاطار وهيكل هذا الدعاء الشريف.
ولابدّ لهذا الاجمال من تفصيل وشرح.
والآن نتحدث عن الوسائل الأربعة في دعاء كميل ، وهي الفصل الثاني من هذا الدعاء الشريف.
والوسيلة الاولىٰ : سابق بره وكرمه وفضله بعبده. وإذا كان في عمل العبد وجهده عجز وقصور يحجبانه عن الله ، فإن سابق فضله تعالىٰ ورحمته بعبده يشفع للعبد الىٰ الله.
فإن سابق فضله ورحمته تعالىٰ بعبده دليل علىٰ حب الله لعبده. وهذا (الحب الإلهي) هو الوسيلة التي يقدمها العبد بين يدي حاجاته الىٰ الله ، فإنه إذا كان لا يستحق رحمة الله تعالىٰ فإن حب الله تعالىٰ له يؤهله لرحمته وفضله ، ويضعه في موضع الاجابة ، يقول الامام في هذه الوسيلة :
« يا من بدأ خلقي وذكري وتربيتي وبري ، هبني لابتداء كرمك وسالف برك بي ».
فقد بدأنا بالبر
والذكر والخلق والتربية قبل أن نسأله تعالىٰ ، ودون أن نستحق هذا البر والذكر ، فأولىٰ به تعالىٰ أن يبرنا ويكرمنا ونحن
نسأله ونطلب