الله وقال : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) فكأنما رفع الجميع هذا الدعاء الىٰ الله ، وهذا الدعاء بهذه الدرجة من القوة والكفاءة ، يرفعه في كل يوم كل مسلم يقف بين يدي الله تعالىٰ للصلاة ، ويدعو للجميع بالنيابة عن الجميع.
وفي كل يوم يضج الناس الىٰ الله تعالىٰ بهذه الصرخة غير المتناهية في القدرة علىٰ الاسترحام والاستعطاف عشر مرات الىٰ الله تعالىٰ.
وأجمل من ذلك كله أن الله تعالىٰ هو الذي دعانا الىٰ أن نضج إليه كل يوم بهذه الصرخة عشر مرات ، وهو الذي علمنا أن نستهديه ونطلب منه الهداية للجميع ، وهو الذي علمنا أن ننوب عن الجميع في هذا الدعاء ، وهو الذي يقبل منا هذه النيابة والتمثيل ..
فهل يمكن أن لا يستجيب بعد ذلك كله لدعائنا ؟ حاشا.
وكما ورد في النصوص الاسلامية (التعميم في الدعاء للمؤمنين) كذلك ورد التخصيص في الدعاء للمؤمنين ، وتسميتهم بالدعاء وتشخيصهم وتعيينهم بأسمائهم.
وإن لهذا اللون من الدعاء نكهة اخرىٰ واثراً آخر في نفس صاحب الدعاء ، غير النكهة والأثر اللذين كانا للتعميم ، فإن هذا اللون من الدعاء يزيل ما قد يتراكم علىٰ العلاقات الثنائية والفئوية بين الافراد حيناً ، وبين مجاميع المؤمنين وطوائفهم حيناً آخر من السلبيات. فإن المؤمن إذا سأل الله تعالىٰ الرحمة والمغفرة لإخوانه الذين يسميهم ويعرّفهم ، وإذا سأله تعالىٰ قضاء حاجاتهم وتيسير أمورهم ، وكفاية مهامهم في الدعاء ، أحبّهم وزال ما كان يجد في نفسه تجاههم من الحسد والكره والحساسية والنفور أحياناً.