« اللّهم صلّ علىٰ محمّد وآله وذريّته ، واخصص ابوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين واُمهاتهم يا ارحم الراحمين ، اللّهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلاتي ، وفي كل آن من آناء ليلي ، وفي كل ساعة من ساعات نهاري ، واغفر لي بدعائي لهما ، واغفر لهما ببرهما لي مغفرة حتماً ، وارض عنها بشفاعتي لها رضا عزماً ، وبلغهما بالكرامة مواطن السلامة ، اللّهم وإن سبقت مغفرتك لهما فشفّعهما فيّ ، وإن سبقت مغفرتك لي فشفّعني فيهما ، حتىٰ تجتمع برأفتك في دار كرامتك ، ومحل مغفرتك ورحمتك ».
وهي آخر محطة من محطات الدعاء ، وليس أولاها.
ومن عجب أن الاسلام يطلب من الإنسان أن يتنكر لنفسه في الحياة الدنيا في شؤون معيشته وفي تعامله مع الآخرين ، ويؤثرهم علىٰ نفسه ، كما يطلب منه أن يتنكر لنفسه ، ويؤثر الآخرين علىٰ نفسه بين يدي الله تعالىٰ في الدعاء أيضاً.
ولكن عليه ألا ينسىٰ نفسه من الدعاء بين يدي الله تعالىٰ. فماذا نسأل لأنفسنا من الله تعالىٰ ؟ وكيف ندعو ؟
هذا ما سنحاول إن شاء الله أن نبحث عنه.
ينبغي في الدعاء أن نطلب من الله تعالىٰ كل شيء مما نحتاج إليه ، وكلّما يهمنا في دنيانا وآخرتنا ، ونطلب منه أن يكفينا كلما تحترز منه من سوء وشرّ في ديننا ودنيانا ، فإن مفاتيح الخير وأسبابه كلها بيد الله ، ولا يمتنع عن ارادته شيء ، ولا يعجزه شيء ولا يبخل علىٰ عباده بشيء من الخير والرحمة.