« أي دعوة اضلّ ؟ فقال : الداعي بما لا يكون » (١).
وما لا يكون هو ما يقع خارج دائرة سنن الله المتعارفة في حياة الانسان ، ولا يكون التفكير فيه والسعي إليه واقعياً.
وفي عدة الداعي عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « من سأل فوق قدره استحق الحرمان » (٢).
واعتقد أن المقصود بالسؤال (فوق قدره) هو السؤال فيما لا يكون طلبه واقعياً.
وكما لا ينبغي السؤال والدعاء بما لا يكون كذلك لا ينبغي الدعاء بما لا يحلّ ، وكلاهما من باب واحد ؛ فإن الأوّل خروج علىٰ ارادة الله التكوينية ، والثاني خروج علىٰ ارادة الله التشريعية.
يقول تعالىٰ : ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ) (٢).
وقد روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام :
« لا تسأل ما لا يكون وما لا يحل » (٤).
ومما لا يجوز في الدعاء أن يتمنىٰ الإنسان أن ينقل الله تعالىٰ النعمة من الآخرين الىٰ الداعي.
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٢٤.
(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٢٧ ، ح ١١.
(٣) التوبة : ٨٠.
(٤) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٢٤.