وهذه قنوات للارتباط بالله ، وقنوات الارتباط بالله كثيرة منها التوبة ؛ ومنها الخوف والخشية ؛ ومنها الحب والشوق إلى الله ؛ ومنها الرجاء ؛ ومنها الشكر ؛ ومنها الاستغفار.
وعلاقة الانسان بالله يجب أن تنظم طبق مجموعة متناسقة من هذه القنوات ؛ ولا يصحح الاسلام نظرية وحدة طريق الارتباط.
والدعاء من اهم وسائل الارتباط بالله والاقبال علىٰ الله.
ذلك لأنه لا شيء يلجئ الناس إلى الله كما تلجئهم إليه حاجتهم وفقرهم.
فالدعاء من اوسع ابواب الارتباط والعلاقة بالله.
اذن الدعاء جوهر العبادة وروحها ؛ فإن الغاية من خلق الانسان العبادة ؛ والغاية من العبادة الانشداد إلىٰ الله. والدعاء يحقق هذا الانشداد والارتباط من اوسع الابواب ، وباقویٰ الوسائل.
وقد روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الدعاء مخ العبادة ؛ ولا يهلك مع الدعاء احد » (١).
وروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً : « افزعوا إلى الله في حوائجكم ، والجأوا إليه في ملماتكم ، وتضرعوا إليه ، وادعوه ؛ فإن الدعاء مخ العبادة وما من مؤمن يدعو الله إلّا استجاب ؛ فإما أن يعجله له في الدنيا ، أو يؤجل له في الآخرة ، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ؛ ما لم يدع بمأثم » (٢).
وتكاد الرواية ترينا طريقة حركة الانسان إلى الله في الدعاء واقباله عليه.
__________________
(١) بحار الانوار ٩٣ : ٣٠٠.
(٢) بحار الانوار ٩٣ : ٣٠٢.