ومما لا ينبغي للإنسان أن يدعو له هو الدعاء بخلاف مصلحته. ولما كان الانسان يجهل ما ينفعه وما يضره ، والله تعالىٰ يعلم ذلك ، فقد يبدّل الله استجابة الدعاء بنعمة اخرىٰ أو بدفع بلاء ، أو يؤخر الله الاستجابة الىٰ حين تنفعه الاستجابة. وقد ورد في دعاء الافتتاح « اسألك مستأنساً لا خائفاً ولا وجلاً مدلّاً عليك فيما قصدت فيه اليك ، فإن ابطأ عني عتبت بجهلي عليك ، ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي ، لعملك بعاقبة الأمور. فلم ار مولىٰ كريماً اصبر علىٰ عبد لئيم منك عليّ يا رب ».
وعلىٰ الإنسان في مثل هذه الاحوال في الدعاء أن يدعو الله تعالىٰ ويوكل الامر إليه ، وينيطه بما يراه من المصلحة ، وإذا ابطأ عليه تعالىٰ في الإجابة أو لم يستجب له لا يعتب علىٰ الله تعالىٰ. ولكن الانسان لجهله قد يطلب من الله ما يضره ، وقد يطلب الشر ، كما لو كان يطلب الخير ، ويستعجل ما يضره الاستعجال فيه.
يقول الله تعالىٰ : ( وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا ) (١).
وكان من خطاب صالح عليهالسلام لثمود :
( قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ) (٢).
ولا يصح الاستعاذة من الفتنة ، فإن زوج الانسان واولاده وماله من الفتنة.
__________________
(١) الاسراء : ١١.
(٢) النمل : ٤٦.