الزكاة ، وسيأتي علىٰ اُمتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم ان يعمهم الله ببلاء فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم » (١).
عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام : « إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا انزل الله تعالىٰ الرّحمة عليهما ، فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حباً لصاحبه ، فإذا تواقفا غمرتها الرّحمة ، وإذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض : اعتزلوا بنا فلعل لهما سرّاً ، وقد ستر الله عليهما ».
وعن إسحاق بن عمّار عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام :
« إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرّحمة ، فإذا التزما لا يريدان عرضاً من اعراض الدنيا قيل لهما : مغفور لكما فاستأنفا ؛ فإذا اقبلا علىٰ المساءلة قالت الملائكة بعضها لبعض : تنحّوا عنهما ؛ فإن لهما سرّاً وقد ستر الله عليهما.
قال اسحاق : فقلت : جعلت فداك ، ويكتب عليهما لفظهما وقد قال الله تعالیٰ : ( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ؟ قال : فتنفس أبو عبدالله عليهالسلام الصعداء ، ثم بكى وقال : يا إسحاق ، إن الله تعالىٰ إنما أمر الملائكة أن تعتزل المؤمنين إذا التقيا إجلالاً لهما ، وإنه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ، ولا تعرف كلامهما ، فإنه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر واخفیٰ » (٢).
وممّا يتعلق بهذا الموضوع ويحجب الدعاء وصاحبه عن الله هو اضمار الغش
__________________
(١) عدة الداعي : ١٣٥ ، بحار الأنوار ٧٤ : ٤٠٠.
(٢) معالم الزلفیٰ للمحدث البحراني : ٣٤.