تأمّلوا
: (افزعوا إلى الله في
حوائجكم) ، (والجأوا إليه في ملماتكم) ، (وتضرعوا إليه). وفي رواية اُخرىٰ
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين » (١). وإنما كان الدعاء (عماد
الدين) ؛ لأنه قوام الدين وهو التحرك إلى الله والدعاء اقبال علىٰ الله. ولما كانت حقيقة
الدعاء هي الاقبال علىٰ الله كان الدعاء أحب شيء الىٰ الله واكرم شيء عنده. عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما من شيء اكرم علىٰ الله تعالىٰ من الدعاء »
(٢). وعن حنان بن سدير عن
ابيه ، قال : « قلت للباقر عليهالسلام : أي العبادة افضل ؟ فقال : ما من شيء احب إلىٰ الله من ان يسأل ويطلب ما عنده ؛ وما أحد ابغض
إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأله ما عنده (٣). يقول تعالىٰ : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ). والاستكبار عن
العبادة في هذه الآية الكريمة هو الاعراض عن الدعاء ، فإن السياق يدعو إلى الدعاء. يقول تعالىٰ : ( ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وبعد ذلك __________________ (١)
بحار الانوار ٩٣ : ٢٨٨. (٢)
مكارم الاخلاق : ٣١١. (٣)
مكارم الاخلاق : ٣١١ ونفس المضمون في المحاسن للبرقي : ٢٩٢. (٤)
غافر : ٦٠.الاعراض عن الدعاء اعراض عن الله