وإذا كانت الذنوب تسقط الإنسان في عين الله ، وتعرّضه لعقاب الله وعذابه فإن « الحب » يجير الإنسان من عذاب الله وعقابه.
ففي المناجاة عن عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام : « إلهي إنّ ذنوبي قد أَخافتْني ، ومحبَّتي لكَ قد أَجارَتني » (١).
وللحب في قلوب العباد درجات ومراحل.
فمن الحب حب ضحل ضئيل ، لا يكاد يُحسّ به صاحبه.
ومن الحب ما يملأ قلب العبد ، ولا يترك في قلبه فراغاً لشأن آخر ممّا يلهو به الناس ويشغلهم عن ذكر الله.
ومن الحبّ ما لا يرتوي معه العبد من ذكر الله ومناجاته والوقوف بين يديه ، ولا يُبدَّد ظمأُ فؤادِه من الذكر ، والدعاء ، والصلاة ، والعمل في سبيل الله ، مهما طال وقوفه ، وعمله ، وصلاته بين يدي الله.
وفي الدعاء عن الامام الصادق عليهالسلام : « سيّدي أنا من حبّك جائع لا أشبع ، وأنا من حبّك ظمآن لا أرویٰ ، واشوقاه إلىٰ من يراني ولا أراه ».
يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام في المناجاة : « وغُلّتي لا يُبردها إلّا وَصلُك ، ولوعَتي لا يطفئها إلّا لقاؤُك ، وشوقي إليك لا يَبُلُّه إلّا النظرُ إليك » (٢).
ومن حب الله (الوله) و (الهيام) ، ففي (زيارة أمين الله) : « اللّهم إنّ قلوب
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٤ : ٩٩.
(٢) بحار الأنوار ٩٤ : ١٤٩.