الثمالي رحمهالله : « أفتراك يا رب تخلف ظنوننا ، أو تخيّب آمالنا. كلّا يا كريم ، فليس هذا ظننا بك ، ولا هذا طمعنا فيك. يا رب إنّ لنا فيك أملاً طويلاً كثيراً ، إن لنا فيك رجاءً عظيماً ... » (١).
للحب ظهوران : فقد يبرز الحب علىٰ صورة « الشوق » وقد يبرز الحب علىٰ صورة « الأنس » ، وكلتاهما حالتان تعبّران عن الحب ، إلّا أن حالة « الشوق » تنتاب المحب عندما يكون بعيداً عمّن يحبه ، وحالة « الأنس » تنتاب المحب عندما يكون بحضور حبيبه.
وهاتان الحالتان متواردتان علىٰ قلب العبد تجاه الله تعالىٰ. فإن لله تعالىٰ تجليين ، يتجلّىٰ للعبد عن بُعد تارة وعن قرب اُخرىٰ : « الذي بَعُدَ فلا يُرىٰ وَقَرُبَ فشهد النجویٰ » (٢).
وعندما يتجلىٰ للعبد عن بُعد تنتاب العبد حالة الشوق ، وعندما يتجلىٰ للعبد عن قرب ، ويحسّ العبد بحضور مولاه ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) (٣) ، ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (٤) ، ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ) (٥) ، تنتاب العبد حالة « الأنس ».
وفي دعاء الافتتاح عن الإمام الحجة المهدي عجل الله فرجه تصوير دقيق لهاتين الحالتين : « الحمد لله الذي لا يُهتك حجابه ولا يُغلق بابه » (٦).
__________________
(١) مفاتيح الجنان ، دعاء ابي حمزة الثمالي.
(٢) مفاتيح الجنان ، دعاء الافتتاح.
(٣) الحديد : ٤.
(٤) ق : ١٦.
(٥) البقرة : ١٨٦.
(٦) مفاتيح الجنان ، دعاء الافتتاح.