قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتىٰ يعرفوا به ، فيقال : هؤلاء المتحابّون في الله » (١).
وروي أن الله تعالىٰ قال لموسىٰ بن عمران عليهالسلام : « هل عملت لي عملاً ؟ قال : صلّيت لك وصمت ، وتصدّقت وذكرت لك ، فقال الله تبارك وتعالىٰ : أما الصلاة فلك برهان ، والصوم جُنّة ، والصدقة ظلّ ، والذكر نور ، فأي عمل عملت لي ؟ قال موسىٰ عليهالسلام : دلّني علىٰ العمل الذي هو لك. قال : يا موسىٰ ، هل واليت لي وليّاً وهل عاديت لي عدوّاً قط ؟ فعلم موسىٰ أن أفضل الاعمال الحبّ في الله والبغض في الله » (٢).
والحديث دقيق ، فإن الصلاة يمكن أن يقدم عليها الانسان لحبّه لله ، ويمكن أن يقدم عليها لتكون برهاناً له في الجنّة. والصوم يمكن أن يقدم عليه الانسان حبّاً لله ، ويمكن أن يقوم به ليكون جُنّة له من النار. أمّا حبّ أولياء الله وبغض أعدائه فلا يكون إلّا حبّاً لله.
من أين نستقي حبّ الله ؟ هذا سؤال مهم في بحثنا هذا. فما دمنا قد عرفنا قيمة حب الله ، فلابدّ أن نعرف من أين نأخذ هذا الحب. وما هو مصدره ؟
وإجمال الجواب أن الله تعالىٰ هو مصدر الحبّ ومبدؤه وغايته. ولابدّ لهذا الإجمال من تفصيل ، وإليك هذا التفصيل :
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٣٩٩.
(٢) بحار الأنوار ٦٩ : ٢٥٣.