يتخذهم منا أولياء فهو منهم ، وينقطع ما بيننا وبينه من وشيجة الولاء.
والقرآن الكريم صريح وحاسم في تقرير هذه الحقيقة. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (١).
وما سبق من الحبّ والبغض هو الحبّ النابع من الولاء ، والبغض النابع من البراءة ، إلّا أن الاسلام لا يمنع المسلم من أن يحبّ لنفسه ، أو يبغض لنفسه في مساحة محدودة ، وإن كان يسعىٰ لتهذيب القلب المؤمن حتىٰ لا يحبّ إلّا في الله ولا يبغض إلّا في الله.
ومع ذلك يُخضع هذه المساحة من الحبّ والبغض النفسيين لضابطة دقيقة. وتلك أن لا يحبّ من يبغضه الله ومن يحارب الله ورسوله ، ولا يبغض أولياء الله والمؤمن بالله ورسوله.
فليس للمؤمن خيار في هاتين الحالتين ، ولا يجوز له أن يضمر كرهاً لمؤمن أو يضمر حباً لكافر.
تحكيم (الحبّ في الله) علىٰ كل علاقاته وصلاته ، وميوله القلبية تماماً ، كما كان عليه أن يحكّم حبّ الله علىٰ كل علاقاته.
فليس من حظْرٍ في الاسلام علىٰ المسلم أن يحبّ الانسان لنفسه ما يشاء
__________________
(١) المائدة : ٥١.