وقال الله عزّوجلّ لداود : « أحببْني وحبِّبْني إلىٰ خلقي. قال : يا ربِّ نعم أنا اُحبُّكَ ، فكيف اُحبِّبكَ إلىٰ خلقك ؟
قال : اذكر أياديَّ عندهم ، فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبّوني » (١).
والله يغار علیٰ عبده :
ومن حبّ الله تعالىٰ لعبده أنه يغار علىٰ عبده ، ويحبّ أن يخلو له وجه عبده ، ويفرغ له قلبه وقد تحدّثنا عن هذه النقطة ، فلا نعيد.
ويدعوهم إلىٰ التوبة :
ومن حبّه تعالىٰ لعباده أنهم إذا عصوه وأعرضوا عنه لم يعرض عنهم ، وإنما يمدّ إليهم حبل المودة ، ويدعوهم إلىٰ العودة ، ويفتح عليهم أبواب التوبة : ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) (٢).
ويأخذهم بالبأساء والضراء :
وإن لم يتوبوا ، ولم يرجعوا إليه ، واستمرّوا في إعراضهم وصدودهم لم يعرض عنهم الله ، ولم يقطع عليهم طرق العودة ، وإنما يبتليهم ، ويأخذهم بالبأساء والضراء ، لعلّهم يضّرعون ويعودون. ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) (٣).
وقد ورد في المناجاة الثامنة للامام علي بن الحسين عليهماالسلام : « فيا من هو علىٰ المقبلين عليه مقبل ، وبالعطف عليهم عائدٌ مفضل ، وبالغافلين عن ذكره رحيم رؤوف ، وبجذبهم الىٰ بابه ودود عطوف » (٤).
فهو سبحانه عطوف ، ودود ، حتىٰ علىٰ الغافلين ، والمعرضين عنه ، (يحبّ
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) النساء : ١١٠.
(٣) الاعراف : ٩٤.
(٤) مفاتيح الجنان ، المناجاة الثامنة.