يؤدّي إلى حب الله ، فإنّ من أحب في الله يتأكّد حبه لله تعالىٰ ، ومن أحب الله أحبه الله ، ومن أحبه الله أحبّ الله.
ولهذه العلاقة التبادلية نظائر كثيرة في الثقافة الإسلامية ، وهي تسيّر العبد في خطّ تصاعدي إلى الله ، فإنّ الذكر يكرّس الحب ، والحب يكرّس الذكر مثلاً ، وهكذا يتضاعف (الحب) و (الذكر) في هذه العلاقة التبادليّة باتجاه القرب الى الله.
تحدّثنا عن العلاقة المتبادلة بين حبّ الله لعباده وحب العبد لله ، وذكرنا أنّ هذه العلاقة متبادلة ، وكلّ منهما يؤدّي الى الآخر ، وبالتالي تكون منطلقاً لحركة تصاعدية إلى الله في حياة الإنسان.
والقرآن الكريم يذكر هذا الحب المتبادل بين الله وعباده في سورة المائدة ، يقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (١).
والعلاقة بين هذا الحب وذاك (حب الله لعبده ، وحب العبد لربّه) علاقة تبادلية ، وإذا أراد الإنسان أن يعرف حبّ الله تعالىٰ له ، فلينظر إلى نفسه ، فهي مرآة ومقياس دقيق يستطيع الإنسان أن يعرف بها منزلته عند الله تعالىٰ ، وحب الله تعالىٰ له.
روي عن الصادق عليهالسلام : « من أحب أن يعلم ما له عند الله ، فليعلم ما لله عنده » (٢).
__________________
(١) المائدة : ٥٤.
(٢) بحار الأنوار ٧٠ : ١٨.