وعنه عليهالسلام أيضاً : « إذا أحب الله عبداً رزقه قلباً سليماً ، وخلقاً قويماً» (١).
ذكرنا قبل هذا أنّ الله تعالىٰ يتحبب الى عباده « تتحبب إلينا بالنعم ، ونعارضك بالذنوب » ومن شقاء العبد وبؤسه أن يتحبب الله تعالىٰ اليه ، وهو الغني عن عباده ، ولا يتحبب العبد إلى مولاه ، وهو الفقير إليه عزّ شأنه.
إذن نتساءل كيف يتحبب العبد إلى ربّه ؟
بين أيدينا نصّ من حديث قدسي بالغ الأهميّة ، وقد استفاضت رواية هذا النصّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن طريق ثقات المحدّثين. ولست أشكّ في صحّة رواية هذا الحديث القدسي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله ، نظراً لتواتر روايته في كتب الفريقين المعتمدة. وهذا النصّ يوضح لنا كيف نتحبب إلى الله. وإليكم النصّ برواية البرقي عن الصادق عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو بعض طرق هذا النصّ :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قال الله تعالىٰ : وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنافلة حتّى اُحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينّه ، ولئن استعاذني لأعيذنّه ، وما ترددت في شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض نفس المؤمن يكره الموت ، وأكره مساءته » (٢).
وهذا النصّ يتضمّن مجموعة من النقاط ، نشير اليها إجمالاً (٣) :
واُولى هذه النقاط : أنّ أكثر وأبلغ ما يتقرب به العبد ، ويتحبب به الى الله هو
__________________
(١) غرر الحكم للآمدي.
(٢) منتخب الأحاديث القدسيّة : ٤٨ ط : منظمة الاعلام الإسلامي.
(٣) ونحيل تفصيل القول فيها إلى رسالة خاصّة بهذا الموضوع كتبتها في شرح هذا الحديث الشريف قبل سنين ، لعلّ الله تعالىٰ يوفّقني لإعدادها للنشر.