به وهو لا يعلم إلى اين يذهب ، علماً بانهما يؤخذان إلى الاعدام علىٰ نحو سواء ، إلا أن المجرم المعترف بجريمته يستعطف الناس أكثر من غيره ، لوعيه للجريمة وعدم وعي الاول بها.
ولوعي الفقر الیٰ الله في دعاء الانسان امارات وعلامات ، فكلما يكون وعي الانسان لفقره وحاجته الىٰ الله اكثر تظهر هذه الامارات في دعائه بشكل اوضح.
ومن اهم هذه الامارات الخشوع والخضوع والبكاء والتضرع والاقبال علىٰ الله ، وحالة الاضطرار واللجوء في الدعاء الىٰ الله.
وقد ورد التأكيد في النصوص الاسلامية علىٰ هذه الحالات والامارات في الدعاء ، وتأكيد دورها في استجابة الدعاء.
وفي الحقيقة إن هذه الامارات تكشف عن تركيز العامل الثاني والثالث في الدعاء ، وهما عامل (وعي الفقر) وعامل (الطلب والسؤال) ، وكلما كان تضرع الانسان وخشوعه واضطراره في الدعاء اكثر كان ذلك دليل وجود عمق اكثر للطلب والسؤال اولاً ، ولوعي العبد لحاجته وفقره الىٰ الله ثانياً.
وهما سبب تأكيد استجابة الدعاء في هذه الاحوال. وقد ورد الامر بهذه الحالات والترغيب اليها في القرآن الكريم نذكر جانبا منها.
يقول تعالىٰ :
١ ـ ( تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) (١).
__________________
(١) الانعام : ٦٣.