( كُلًّا نُّمِدُّ هَـٰؤُلَاءِ وَهَـٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) (١).
( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ .. عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) (٢).
وإذا اراد الله ارسال رحمة فلا ممسكَ لها ( مَّا يَفْتَحِ اللَّـهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ) (٣).
ولا نفاد لخزائن رحمته ، ( وَلِلَّـهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (٤).
( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) (٥).
ولا تنقضي خزائن رحمته بما يهب عباده من رزق ، ولا تزيده كثرة العطاء إلّا جوداً وكرماً.
وفي دعاء الافتتاح : « الحمدلله الفاشي في الخلق امره وحمده ... الباسط بالجود يده ، الذي لا تنقص خزائنه ، ولا تزيده كثرة العطاء إلّا جوداً وكرماً ».
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في وصيته لابنه الحسن عليهالسلام برواية الشريف الرضي : « اعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والارض قد اذن لك في الدعاء ، وتكفل لك بالاجابة ، وامرك أن تسأله ليعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، ولم يمنعك إن اسأت من التوبة ، ولم يعاجلك بالنقمة ، ولم يفضحك حيث الفضيحة ، ولم يشدد عليك في قبول الانابة ، ولم يناقشك بالجريمة ، ولم يؤيسك من الرحمة ، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة ،
__________________
(١) الاسراء : ٢٠.
(٢) هود : ١٠٨.
(٣) فاطر : ٢.
(٤) المنافقون : ٧.
(٥) الحجر : ٢١.