ينفيها.
وفي دعاء الافتتاح : « فصرت ادعوك آمناً ، وأسالك مستأنساً ، لا خائفاً ولا وجلاً ، مدلاً عليك فيما قصدت فيه اليك ، فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك ، ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور ».
وقد يؤخر الله تعالىٰ اجابة دعاء عبده ، كي يطول قيامه وتضرعه بين يديه تعالىٰ ، والله تعالىٰ يحب أن يطول وقوف عبده وتضرعه بين يديه ؛ ففي الحديث القدسي : « يا موسىٰ ، إني لست بغافل عن خلفي ، ولكني اُحب أن تسمع ملائكتي ضجيج الدعاء من عبادي » (١).
وعن الصادق عليهالسلام : « إن العبد ليدعو فيقول الله عزّوجلّ للملكين : قد استجبت له ، ولكن احبسوه بحاجته ، فإني اُحب أن اسمع صوته ، وإن العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالىٰ : عجلوا له حاجته فإني اُبغض صوته » (٢).
ولكن حتىٰ لو كانت الاجابة تضره فإن الله تعالىٰ لا يلغي الاجابة بشكل مطلق ، وإنما (يبدله) إلىٰ كفارة لذنوبه ، وغفران لها ، أوالىٰ رزق يرزقه اياه في الدنيا عاجلاً ، أو درجات رفيعة له في الجنة.
وفيما يلي نذكر ثلاثة احاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام في هذين (التبديل) و (التأجيل).
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا اثم ، إلّا اعطاه الله احدىٰ خصال ثلاثة : إما أن يعجل دعوته ، وإما أن
__________________
(١) عدة الداعي.
(٢) وسائل الشيعة ، كتاب الصلاة ، أبواب الدعاء ، باب ٢١ ، ح ٣.