عملاً يزيدهم في الجنة » (١).
وفي حديث آخر عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : « والله ما أخّر الله عزّوجلّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا ، خير لهم عما عجّل لهم منها » (٢).
٥ ـ (التبديل) في الاجابة بما يكفر الله تعالىٰ من ذنوبه وسيئاته ، إذا كانت اجابة الداعي ليست في صالحه (٣).
وقد لا يكون التبديل والتأجيل لمصلحة الداعي فقط في حالتي تأجيل الاجابة والغائها ، وإنّما قد يكون ذلك لمصلحة النظام الذي يشمل السائل وغيره ، فيكون في اجابة الدعاء أو التعجيل في الاجابة إخلال بمصلحة النظام الذي اقره الله تعالىٰ للانسان خاصة ، أو الكون عامة.
إن (الدعاء) و (العمل) مقولتان مختلفتان ، وكل منهما من منازل رحمة الله ، فإن العمل يستنزل رحمة الله تعالىٰ كما يستنزل الدعاء رحمة الله ، يقول تعالىٰ :
( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) (٤).
( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) (٥).
وكذلك الدعاء من مفاتيح الرحمة ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).
ولكن ليس كل ما يسأله الانسان ممكناً في حساب النظام الكوني العام ، فقد يدعو الانسان الله تعالىٰ بما لا يمكن في حساب النظام العام (القضاء والقدر) ،
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٨٦ ، ح ٨٦١٥.
(٢) قرب الاسناد : ١٧١ ، واصول الكافي : ٥٢٦.
(٣) الثلاثة الاخيرة تختص فقط بحالة الغاء دعوة العبد ، فقد يرزق الله تعالىٰ عبده مع استجابة دعائه كفارة ذنوبه ودفع السوء عنه ودرجات رفيعة في الآخرة.
(٤) التوبة : ١٠٥.
(٥) الزلزلة : ٧.