رزق العبد توفيق الدعاء فلا يمكن أن يحرمه الاجابة.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما فتح لاحد باب دعاء إلا فتح الله له فيه باب اجابة ، فإذا فتح لأحدكم باب دعاء فليجهد فإن الله لا يمل » (١).
وهذا هو المنزل الثالث من منازل رحمة الله. اللّهم سمعنا وشهدنا وآمنا.
في قصة هاجر واسماعيل عليهماالسلام ، وفي قصة ابي الانبياء ابراهيم عليهالسلام نلتقي مشهداً فريداً أو نادراً من نوعه ، في اجتماع المنازل الثلاثة للرحمة في موضع واحد ، وفي قصة واحدة ، وذلك عندما أودع ابو الانبياء ابراهيم عليهالسلام زوجته هاجر في وادياً غير ذي زرع وترك معها ابنهما اسماعيل عليهالسلام وهو يومئذ طفل رضيع ، وقال : ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) (٢).
وذهب ابراهيم خليل الله بعد ذلك إلىٰ شأنه كما امره الله تعالىٰ ، وترك هذه المرأة والطفل الرضيع وحدهما في هذا الوادي القفر بامر الله تعالىٰ ، فنفد ما كان لديهما من الماء ، وعطش الطفل وغلب عليه الظمأ وبحثت المرأة عن الماء فلم تجد له اثراً ، وأخذ الطفل يصرخ ويضرب بيديه ورجليه ، والاُم تهرول هنا وهناك ، فتصعد علىٰ الصفا تارة ، تنظر إلى الاُفق البعيد بحثاً عن الماء ، ثم تهبط وتهرول باحثة عن الماء إلىٰ جانب جبل المروة ، وتدعو الله تعالىٰ أن يرزقهما الماء في هذا الوادي القفر ، والطفل يصرخ ويبكي ويضرب بيديه ورجليه عند البيت الحرام.
ففجر الله تعالىٰ الارض بالماء تحت قدمي الطفل ، فأسرعت الاُم إلىٰ الماء ،
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٨٧ ، ح ٨٦٢٤.
(٢) ابراهيم : ٣٧.