أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلّا بنعمتك عليه قبل طاعتك ، فأنعم عليّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة » ثم تسأل بعد ذلك حاجتك ؛ فإني أرجو أن لا يخيبك إن شاء الله تعالىٰ (١).
وهذه الرواية تشير الىٰ شروط استجابة الدعاء وآدابه.
وكنا نود في هذا الفصل أن نتحدث أوّلاً عن شروط استجابة الدعاء ، ثم نتحدث عن آداب الدعاء ، لو لا أني واجهت بعض الصعوبة في فرز (الشروط) عن (الآداب) ، وآثرت دمج الشروط والآداب.
وفيما يلي اُشير اشارة سريعة الىٰ طائفة من الشروط والآداب المتعلقة بالدعاء من خلال النصوص الاسلامية.
من أهم شروط استجابة الدعاء معرفة الله ، والايمان بسلطانه المطلق وقدرته المطلقة علىٰ تحقيق ما يطلبه عبده منه. في الدر المنثور عن معاذ بن جبل ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو عرفتم الله حق معرفته ، لزالت لدعائكم الجبال » (٢).
ورویٰ العياشي في تفسيره عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالىٰ : ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) ، قال : « يعلمون أني أقدر أن اُعطيهم ما يسألوني » (٣).
وروىٰ الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الآية نفسها عن الإمام الصادق عليهالسلام : « ( وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) ليتحققوا أني قادر علىٰ إعطائهم ما سألوه ( لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) » (٤).
__________________
(١) بحار الأنوار ٩٣ : ٣١٩ ، وفلاح السائل : ٣٨ ـ ٣٩ ، وعدة الداعي : ١٦.
(٢) الميزان ٢ : ٤٣.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.