كلمة المجلة لقد مرت الامة الاسلامية
بفترات حرجة من تأريخها ، ولعبت العوامل السياسية دورها البارز في إضفاء طابع الفئات الحاكمة وبصماتها علیٰ مسيرة
الاحداث ، فكان نتيجة ذلك أن طفت علیٰ السطح معالم وطمست معالم اُخریٰ. ولا يخفیٰ
علیٰ متتبع في مسيرة الاحداث وتاريخ المسلمين بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تدوين الحديث كان ممنوعاً ، واستمر
المنع سنوات طويلة ، ولولا جهود أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، لضاع الكثير من الاحاديث واندرست
معالم جانب كبير ومهم من الشريعة ، وقد حاول البعض تبرير وتسويغ أمر المنع بعلل لا تصمد أمام محكّ الواقع الذي يفرض نفسه ، والذي أثبت أن الأمة بأمس الحاجة إلیٰ
من يفهم القران الكريم حق فهمه تفسيراً وتأويلا. وليس من أحد يستطيع الادعاء بأنه أهل للقيام بهذه المهمة إلّا من اختصهم الله واجتباهم ، وهو أهل البيت النبوي
الكريم الراسخون في العلم وأهل الذكر كما صرّح الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك في معرض تفسيره لقوله تعالیٰ : ( فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ). ولقد تصدّیٰ
أهل البيت عليهمالسلام لتبيان حقائق القران الكريم ونشر علوم الشريعة الحقة ، فحفظوا بذلك للامة الاسلامية تراثها من الضياع ، ورسموا معالم المنهج الالهي الاصيل الذي أرسیٰ دعائمه رسول الانسانية قولاً وعملاً. ولم يترك المناوئون
لأهل البيت سانحة ، فقد عملوا جهدهم ، وبذلوا ما في وسعهم لإطفاء هذه الشعلة الوهاجة بكل ما يتسنیٰ لهم من الوسائل ، تارة
بالقضاء مباشرة علیٰ مصدر الاشعاع ، وتارة بتحريف وتزوير معالمه وآثاره. ومع كل ما تعرض له
أهل البيت عليهمالسلام علیٰ امتداد مسيرة حياتهم
الشريفة