و (السهو) و (القسوة) من الحجب والعوائق التي تعيق القلب وتمنعه من الاقبال علىٰ الله.
وفي قراءة الأدعية المأثورة ينبغي أن يستحضر القارئ للدعاء حالة الدعاء ، ويحذر من أن ينفصل قلبه عن لسانه فيشتغل لسانه بقراءة الدعاء ويشتغل قلبه عن لسانه بغير ذلك من شواغل الدنيا.
إذا اراد الانسان أن يصيب دعاؤه الاستجابة فلابدّ له أن يطلب رقة القلب ، ويسعى الىٰ ترقيق قلبه. فإن القلب إذا رق شفّ وزالت الحجب بينه وبين الله تعالىٰ ، وكان قريباً من الله.
ولاُسلوب السؤال والدعاء تأثير في ترقيق القلب. وما ورد من النصوص في التذلل عند الطلب والدعاء ، ورد لتحقيق هذه الغاية.
روى احمد بن فهد الحلّي في عدة الداعي أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا ابتهل ودعا كان كما يستطعم المسكين (١).
وروي أنه كان فيما أوحىٰ الله عزّوجلّ الىٰ موسىٰ عليهالسلام :
« ألق كفيك ذُلاً بين يديّ كفعل العُبيد المستصرخ الىٰ سيّده ، فإذا فعلت ذلك رحمت ، وأنا أكرم الاكرمين القادرين » (٢).
وعن محمّد بن مسلم قال : « سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزّوجلّ : ( فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) (٣) ، فقال عليهالسلام : الاستكانة هي الخضوع ، والتضرع
__________________
(١) عدة الداعي : ١٣٩ ، والمجالس للمفيد : ٢٢.
(٢) عدة الداعي : ١٣٩.
(٣) المؤمن : ٧٦.