ومن شروط الاستجابة اجتناب الذنوب والتوبة عنها ، فإن جوهر الدعاء الاقبال علىٰ الله تعالىٰ ، وكيف يتأتى الإنسان يمارس معصية الله تعالىٰ ، ويعرض عن أمره وحكمه ، ولم يتب إلىٰ الله ، كيف يتأتىٰ له أن يقبل علىٰ الله ؟
عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إن العبد يسأل الله الحاجة ، فيكون من شأنه قضاؤها إلىٰ اجل قريب ، أو الىٰ وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنباً ، فيقول الله تعالىٰ للملك : لا تقض حاجته ، واحرمه إيّاها ، فإنه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان مني » (١).
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « مرّ موسى عليهالسلام برجل وهو ساجد ، فانصرف من حاجته وهو ساجد ، فقال عليهالسلام : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك ، فأوحىٰ الله إليه ، يا موسیٰ ، لو سجد حتیٰ ينقطع عنقه ما قبلته « ما استجبت له » حتیٰ يتحوّل عما اكره إلىٰ ما احب » (٢).
مما ورد التأكيد عليه في النصوص الاسلامية الدعاء في اجتماع المؤمنين. فإن اجتماع المؤمنين بين يدي الله تعالىٰ دائماً من منازل رحمة الله تعالىٰ. ولم يجتمع جمع من المؤمنين ، ولله تعالىٰ في اجتماعهم رضاً إلا كان اجتماعهم قريباً من رحمة الله تعالىٰ ، ومن منازل رحمته وفضله.
عن ابن خالد قال : « قال أبو عبدالله الصادق عليهالسلام : ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا ودعوا الله عزّوجلّ في أمر إلّا استجاب لهم ، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة
__________________
(١) أصول الكافي : ٤٤٠.
(٢) عدة الداعي : ١٢٥.