يدعون الله عزّوجلّ عشر مرات إلّا استجاب الله لهم ، فإن يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرّة ، فيستجيب الله العزيز الجبار لهم » (١).
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال :
« كان أبي إذا حزبه أمر دعا النساء والصبيان ، ثم دعا وأمّنوا » (٢).
ومما ينبغي أن ننتبه إليه في الدعاء أن لا يفقد الداعي في الدعاء حالة الترسل في السؤال والطلب من الله. فإن حقيقة الدعاء وروحه هو الاقبال علىٰ الله بالسؤال ، والالحاح والتضرع في الطلب ، وقراءة الادعية المأثورة وترتيلها. ينبغي أن لا يفقد الداعي هذه الحالة ، ففي حالة الترسل في الدعاء من دون تكلّف قد يجد الانسان في نفسه من الاقبال والتوجه إلىٰ الله والتضرع والرقة ما لا يجده في حالة قراة الادعية الماثورة.
اذن ينبغي للداعي أن يحتفظ في نفسه بـ (حالة الدعاء) بما في هذه الحالة من الترسل ، وعدم التكلّف في التوجه إلىٰ الله والتضرع بين يديه. وقد كان أئمة أهل البيت عليهمالسلام يفضلون للداعي احياناً أن يدعو مترسلا بما يخطر علىٰ باله ، ولا يدعو بالمأثور لئلا يفقد الدعاء بالمأثور حالة الترسل والاسترسال في الدعاء.
روي عن زرارة قال : « قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : علمني دعاءً.
فقال : إن أفضل الدعاء ما جرىٰ علىٰ لسانك » (٣).
وعن أبي عبدالله عليهالسلام انه سأله سائل أن يعلمه دعاءً ، فقال : « إن أفضل
__________________
(١) أصول الكافي : ٥٢٥.
(٢) أصول الكافي : ٥٢٥ ، وسائل الشيعة ٤ : ١١٤٤ ، ح : ٨٨٦٣.
(٣) الامان من الاخطار ، لابن طاووس : ٣.