فإذا دعونا الله تعالىٰ في شؤوننا احب الله تعالىٰ أن نسهب في الدعاء وتفصل فيه ، ولا نوجز ، ولا نختزل الكلام ، كما يتحدث النّاس إلىٰ الزعماء.
عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام :
« إن الله تعالىٰ يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمّ حاجاتك » (١).
والالحاح في الدعاء يكشف عن عمق ثقة العبد ورجائه في الله تعالىٰ وعمق تعلقه به تعالىٰ ، وكلّما كانت ثقة الانسان بالله تعالىٰ اكثر كانت الحاحه في الدعاء اكثر. وبالعكس إذا كانت ثقة الانسان بالله ضعيفة فإنه ينقطع عن الدعاء وييأس إذا لم يجد لدعائه استجابة.
وكما يكشف الالحاح في الدعاء عن عمق الثقة والعلاقة بالله ، كذلك الالحاح في الدعاء يعمق الثقة والعلاقة بالله ويثبتها.
وعلىٰ قدر ثقة الانسان بالله تعالىٰ وعلاقته بالله يكون قربه من الله.
وقد ورد في النصوص الاسلامية تأكيدات كثيرة علىٰ الالحاح في الدعاء ، وعدم اليأس عن الاستجابة في كل الاحوال.
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إن الله يحب الملحين في الدعاء » (٢).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) أصول الكافي : ٥٢٠ ، وسائل الشيعة ٤ : ١٠٩١ ، ح : ٨٦٤٢.
(٢) بحار الأنوار ٩٣ : ٣٠٠.