الدور الثاني : الذنوب تحجب الدعاء عن الصعود إلىٰ الله ، لأن الدعاء إذا صعد الىٰ الله تتم الاجابة من عند الله ، فليس في ساحة الله تعالىٰ عجز أو شح إذا صعد دعاء العبد ، وإنّما العجز في الدعاء عن الصعود الىٰ الله.
اذن فإن الذنوب قد تحبس الانسان عن الدعاء ، وقد تحبس الدعاء عن الصعود الىٰ الله.
ولابد لهذا الاجمال من توضيح ، واليکم هذا التوضيح.
إن القلب (الجانحة) جهاز ارتباط يأخذ ويتلقی من الله تعالىٰ من جانب ، ويعطى من جانب آخر. كالقلب (الجارحة) الذي يقوم بدور مزدوج في ضخ الدم واستعادته وتجميعه من خلال الشرايين والاوردة.
فإذا فقد القلب (الجانحة) هذه الخاصة في وصل الانسان وربطه بالله تعالىٰ فقد كلَّ قيمته ، ولم يعد له نفع ولا جدوى ، واصبح ميتاً ، كالقلب الجارحة تماماً.
والقلوب في هذا الأخذ والعطاء ، تأخذ من الله تعالىٰ الهدى والنور والبصيرة من جانب ، وتمنح الانسان في حركته وكلامه ومواقفه واعماله وعلاقاته هذا الهدی والنور من جانب آخر.
ولنتأمل في كتاب الله ، لنعرف هذا الدور المزدوج للقلوب من خلال القرآن.
في الجانب الأوّل (التلقي والاخذ من عند الله) يقول الله تعالىٰ :
( وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ
لِنُثَبِّتَ بِهِ