والاستكبار عنها والوقر في الآذان.
وهذا هو العامل الأول (الاعراض).
وعن العامل الثاني (الذنوب) يقول تعالىٰ :
( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (١).
والآية الكريمة واضحة في أنّ الذنوب التي يكسبها الانسان تتحول إلىٰ رين وصدأ علىٰ القلوب ، تغلق القلب وتقطعه عن الله.
وإن الانسان يمارس الذنب حتىٰ ينقطع قلبه عن الله ، فإذا انقطع قلبه عن الله انتكس القلب ، فكان اعلاه اسفله ، واسفله اعلاه ، وفقد كل خصائصه.
عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام :
« كان أبي يقول : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته. إن القلب ليواقع الخطيئة ، فلا تزال به حتىٰ تغلب عليه ، فيصير اعلاه اسفله » (٢).
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام أيضاً :
« إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت ، وان زاد زادت ، حتىٰ تغلب علىٰ قلبه ، فلا يفلح بعدها ابداً » (٣).
ولذكر الله حلاوة في القلوب المؤمنة ، ليس فوقها حلاوة ، فإذا انتكس القلب فقد هذه الحلاوة ، ولم يعد يتذوق حلاوة الذكر ، كالمريض الذي تنتكس
__________________
(١) المطففين : ١٤.
(٢) بحار الانوار ج ٧٣ ص ٤١٢.
(٣) بحار الانوار ج ٧٣ ص ٣٢٧.