يقبح لعدم اشتغال الفعل) الظاهر (المفسر) للفعل المحذوف (بالضمير) الراجع الى المفعول المقدم فيلزم من تقدير المفسر بالفتح واعماله في الاسم المتقدم منع الفعل الظاهر من العمل بلا شاغل وهو قبيح قاله الفاضل الدسوقي وقال الدماميني في حاشية له في بحث هل وانما قبح لانه يحتمل ان يكون مفعولا بمحذوف وتقديره هل ضربت زيدا ضربت لكن هذا التقدير بعيد لان فيه حذف عامل المفعول المذكور وحذف مفعول الثاني فكان الحمل عليه مرجوحا قبيحا والحمل على غيره راجحا حسنا وقيل إنما حكم بقبحه دون امتناعه لان المفضي الى الامتناع هو التخصيص والتخصيص ليس بلازم بل هو راجح ولا سيما في نحو هل رجل قام فلو كان التخصيص لازما لامتنع هذا التركيب فلما كان المفضي الى الامتناع راجحا كان هذا قبيحا لمخالفة الراجح انتهى.
(وقيل لم يمتنع لاحتمال ان يكون التقديم لمجرد الاهتمام به غير التخصيص فلا يستدعي التقديم حصول التصديق بنفس الفعل فلا يكون هل طلبا لحصول الحاصل لكنه يقبح لان الغالب في التقديم الاختصاص لا الاهتمام فيكون هل حينئذ طلبا لحصول الحاصل فيقبح فحمل صورة الاهتمام لكونه نادرا على الغالب فحكم بقبحه كليا (وفيه نظر لانه لا وجه حينئذ) اى على هذا التعليل (لتقبيحه) اي لتقبيح هل زيدا ضربت (سوى ان الغالب في التقديم هو الاختصاص) وحمل صورة الاهتمام عليه حملا للنادر على الغالب وهذا يوجب ان يقبح وجه الحبيب اتمنى على قصد الاهتمام دون الاختصاص) بناء على الحمل المذكور (ولا قائل به) اي بقبح وجه الحبيب على قصد الاهتمام دون الاختصاص.