زمانيا اظهر يعنى الفعل امران (اما اقتضاء الثاني اعني تخصيصها المضارع بالاستقبال فظاهر إذ المضارع انما يكون فعلا) فهو نوع من مطلق الفعل وظاهر ان ما كان لازما للنوع كان لازما للجنس فى الجملة ضرورة (واما اقتضاء الاول اعني اختصاصها بالتصديق لذلك) المزيد (فلان التصديق هو الحكم) والاذعان (بالثبوت) اي بثبوت شيء (او الانتفاء) اى انتفاء شيء (والنفي والاثبات إنما يتوجهان الى الصفات) اي المعاني والاحداث كالقيام والقعود ونحوهما (التي هي مدلولات الافعال من حيث هي لا الى الذوات التي هى مدلولات الاسماء من حيث هي لان الذوات ذوات فيما مضى وفي الحال وفيما يستقبل).
وقال في المفتاح ما هذا نصه وانت تعلم ان احتمال الاستقبال إنما يكون لصفات الذوات لا لانفس الذوات لان الذوات من حيث هي هي ذوات فيما مضى وفي الحال وفي الاستقبال استلزم ذلك مزيد اختصاص لهل دون الهمزة بما يكون كونه زمانيا اظهر كالافعال انتهى.
(ولهذا اي ولان لها مزيد اختصاص بالفعل كان قوله عزوجل فهم (أَنْتُمْ شاكِرُونَ) اي الجملة الاسمية التي فيها عدول عما لها مزيد اختصاص به (ادل على طلب الشكر) اي طلب حصوله في الخارج (من فهل تشكرون) اي من المضارع الذي هو عين ما لها مزيد اختصاص به اعني الفعل (و) من (فهل انتم تشكرون) الذي هو ايضا عين ما لها مزيد اختصاص به (مع انه مؤكد بالتكرير لان انتم فاعل فعل محذوف) والحاصل ان وقوع الجملة الاسمية بعد هل لما كان على خلاف مقتضى الظاهر لا بد فيه من نكتة والى ذلك اشار بقوله (لان ابراز ما سيتجدد في معرض الثابت) وذلك بسبب الجملة الاسمية