نحو انا ضربت وانت ضربت وهو ضرب من احتمال الابتداء واحتمال التقديم وتفاوت المعنى في الوجهين فلا تحمل نحو قوله تعالى (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) على التقديم فليس المراد ان الاذن ينكر من الله دون غيره ولكن احمله على الابتداء مرادا منه تقوية حكم الانكار وانظم في هذا السلك قوله تعالى (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ) وقوله تعالى (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ) وقوله (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) وما جرى مجراه انتهى وسيجيىء الاشارة الى كلامه هذا بعيد هذا فليكن على ذكر منك ليفيدك هناك [وجعلهما] اي الآيتين [صاحب الكشاف من قبيل التخصيص نظرا الى انه صلىاللهعليهوآله لفرط شغفه] اي لكثرة اشتياقة [بايمانهم وتبالغ حرصه على ذلك] قال في المصباح بالغت في كذا بذلت الجهد في تتبعه وقال فيه ايضا حرص عليه حرصا من باب ضرب اذا اجتهد والاسم الحرص بالكسر انتهى فحاصل معنى العبارة انه صلىاللهعليهوآله لفرط شعفه بايمانهم وبذل غاية جهده في ذلك اي في ايمان الامة [كان صلىاللهعليهوآله يعتقد قدرته على ذلك] اي على ايمانهم فاعتقد انحصار فاعلية الاكراه والاسماع في نفسه على سبيل القصر باحد الوجوه الثلاثة اعني الافراد والقلب والتعيين فانكر الله عزوجل هذا الاعتقاد المتوهم فتأمل.
[لا يقال همزة الانكار كما سيصرح عن قريب بمنزلة حرف النفي وقد مر] في ذلك المبحث نقلا عن الشيخ عبد القاهر [ان ما يلي حرف النفي تفيد التخصيص قطعا] فلا يحتمل غيره اعني التقوى [فكيف يحمله السكاكي على التقوى دون التخصيص.
[لانا نقول] اولا لا نسلم انها بمنزلته في جميع الاحكام وثانيا