صحّ أن لسان إبراهيم (١) عليهالسلام كان سريانيا ، وأن إسماعيل كان عربيا ، وإسحاق كان عبرانيا ، وكل منهم يتكلم بلغته ويفهم الآخر وإن كان لا يتكلم بها ـ فسبحان القادر الحكيم ـ وهذا كما في التنزيل : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى * صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى)(٢) ـ أي معناه وفحواه. ـ انتهى ـ فليحفظ.
(وفي ذكري من) (٣) بعض السير : أن الجماعة الذين أرسلهم صلىاللهعليهوسلم إلى قيصر ملك الروم كانوا يخاطبونه (٤) بالعربية (ويفهم كلامهم) (٥) ، ويخاطبهم بلسانه فيفهمون كلامه ـ كرامة له صلىاللهعليهوسلم ـ فكانوا إذا خرجوا من عنده وخاطبهم غيره لا يفهمون كلامه إلا بترجمان ، وإذا صحّ (٦) هذا فلا مانع من كون تخاطب إبراهيم وإسماعيل كان من هذا معجزة ـ فتأمل والله الموفق ـ.
[زيارة إبراهيم عليهالسلام لمكة بعد زواج إسماعيل عليهالسلام]
فاستأذن إبراهيم سارة في أن يأتي ابنه ، فأذنت له ، فجاء مكة
__________________
(١) في (أ) ، (ب) ، (د) «لسانه». والاثبات من (ج).
(٢) سورة الأعلى الآيتان ١٨ ـ ١٩.
(٣) في (ج) ، (د) ما بين قوسين «وذكر في بعض السير». وليته ذكر بعض هذه السير. فهذا الخبر فيه من السذاجة ما لا يتناسب وثقافة السنجاري.
(٤) في (ب) «يخاطبون».
(٥) في (ج) «فيفهم».
(٦) وكيف يصح؟!. ولم يذكره أحد من كتاب السيرة المتقدمين ولا كتب الصحاح في الحديث؟! ، فاللغات السريانية والعبرية والعربية من أرومة واحدة ، وهي لهجات متقاربة وخاصة في ذلك الزمن.