وعشرون ـ ذكره شارح السيرة عبد الغني ـ.
[المطلب بن عبد مناف]
فلما توفي ولي بعده السقاية والرفادة المطلب بن عبد مناف ، وكانت قريش تسميه الفيض لسماحه (١). وولدت سلمى لهاشم شيبة الحمد ، فشبّ في أخواله بني النجار ، فلما بلغ المطلب أنه شب رحل إلى المدينة ، وما زال بأمه حتى أخذه ، وأتى به مكة ، فرآه بعض الناس وهو ردفه ، فسأله : من هذا؟. فقال : عبدي.
فلما وصل داره ألبسه الحلل ، وخرج به إلى قومه ، وأخبرهم أنه شيبة الحمد بن هاشم بن عبد مناف ، فعرفوا له حقه ، وغلب عليه عبد المطلب ، وكناه المطلب بأبي الحارث ، وكان جوادا كريما حتى قيل فيه : انه مطعم الطير.
ثم ان المطلب سافر إلى اليمن ، فهلك بردمان (٢) من أرض اليمن. ثم هلك أخوه نوفل بسلمان (٣) من أرض العراق.
وفيهم يقول مطرود (٤) بن كعب الخزاعي :
__________________
(١) في (ج) «لسماحته». وانظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٣٧ ، أبو هلال الحسن العسكري ـ الأوائل ص ٢١.
(٢) ردمان : مكان باليمن ، انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٤٠. وقد ذكر ياقوت بعض أبيات مطرود الخزاعي.
(٣) سلمان : ماء قديم على طريق تهامة من العراق ، وكان من مياه بكر بن وائل في الجاهلية. انظر : ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٢٣٩.
(٤) في الأصول : مطر بن كعب الخزاعي. والتصحيح من المصادر. انظر : ابن هشام ١ / ١٣٨ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ١٢٥ ، ياقوت ـ معجم البلدان ٣ / ٤٠ ، ابن منظور ـ لسان العرب ٩ / ١١٣ ، المقدسي ـ البدء والتاريخ ٤ / ١١١. والأبيات من البحر السريع.