اشترى دارا بمكة وسماها دار المراجل ، وجعل فيها قدورا ، فكانت الجزر والغنم تذبح ويطبخ فيها للحجاج أيام الموسم ، ثم يفعل ذلك في شهر رمضان.
واستمر العمل إلى الآن ، وهو الطعام الذي يصنعه صاحب مكة للحاج في عرفة ومنى ـ ولو لم يكن إلا (رسما صوريا) (١) ، فهو باق في الجملة.
[حفر زمزم]
رجع :
ولم يزل عبد المطلب يعطف على قومه ، حتى أحبوه ، فرأى عبد المطلب منامات تدل على حفر زمزم (٢) ، وعلم لها محلها بعلامات بعد أن درست وفقد (٣) أثرها بعد جرهم. فهم بحفرها ، وجاء هو وابنه الحارث ـ ولم يكن معه (٤) غيره ـ وحفرها حتى بدا طي البئر ، فحسدته بطون قريش ، وهموا أن يمنعوه ، وقالوا : أشركنا معك. فقال : ما أنا بفاعل ، هذا شيء خصصت به دونكم ، فحاكموني إلى من شئتم. فقالوا : كاهنة بني سعد.
فخرج معهم إليها ، فعطشوا في الطريق ، حتى أيقنوا بالهلاك وتساقطوا من الركاب. (فقال عبد المطلب : والله إن إلقاءنا بأيدينا إلى
__________________
(١) في (ب) «الأسمى صورة». وفي (ج) «اسما صورة».
(٢) انظر : ابن هشام ـ السيرة ١ / ٢٤٢ ـ ٢٤٧ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٢٨٥ ، المقدسي ـ البدء والتاريخ ٤ / ١١٤ ـ ١١٥.
(٣) في (ج) «وذهب».
(٤) في (ج) «له».