«كم الدية عندكم؟!». قال : «عشر من الابل» ـ وكانت كذلك ـ. قالت : «قدموها ، واقدحوا عليها وعلى الغلام ، فإن خرج السهم على الغلام ، فزيدوا عشرا أخرى ، واقدحوا حتى يخرج السهم على الإبل ، فانحروها عنه ، فإن ربكم قد رضي».
ففعل عبد المطلب ذلك ، فخرج السهم على الغلام ، فزادوا عشرا من الإبل ، فلم يزالوا يزيدوا عشرا ويخرج السهم على عبد الله حتى بلغت الإبل مائة ، فقالت قريش ومن حضر : «قد انتهى رضا ربك» وفرحوا. فقال عبد المطلب : «لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات»!. ففعلوا ذلك ، في كلّها يخرج السهم على الإبل. فنحر عبد المطلب تلك الإبل ثم تركت لا يصد عنها إنسان (١).
فائدة :
قال ابن كثير (٢) : «ان امرأة سألت ابن عباس رضياللهعنهما ، نذرت ذبح (٣) ولدها ، فأمرها بذبح مائة من الإبل آخذا من هذه القصة. ثم سألت عبد الله بن عمر رضياللهعنهما فلم يفتها بشيء. فبلغ مروان (٤) ذلك ، فأمرها أن تعمل ما استطاعت من الخير وقال : «ان ابن عباس وابن عمر لم يصيبا الفتيا». وأما عند السادة الحنفية : فمن نذر ذلك يلزمه (٥) / ذبح شاة ، أخذا من قصة إبراهيم مع إسماعيل عليهماالسلام. وعند السادة الشافعية : هو نذر باطل. ـ فليحفظ ـ والله
__________________
(١) أضاف ابن هشام «ولا يمنع». السيرة ١ / ١٥٥.
(٢) البداية والنهاية ٢ / ٢٤٩.
(٣) في (ج) «أن تذبح».
(٤) أي مروان بن الحكم وكان أمير المدينة آنذاك زمن معاوية رضياللهعنه.
(٥) سقطت من (ج).