«لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان من حلف الفضول ، ما لو دعيت إليه اليوم لأجبت. وما أحب أن لي به حمر النعم وإني نقضته».
[بناء قريش للكعبة المشرفة]
وفي هذه السنة أجمعت (١) قريش على بناء الكعبة : (وكانت هذه المدة كلها على بناء قصي بن كلاب ، وسبب ذلك أن امرأة بخرت الكعبة) (٢) فاحترق ثوب الكعبة وأكثر أخشابها ، ثم عقب ذلك سيل [كبير](٣) أوهن البناء وشقق الجدران. فعزمت قريش على تجديد البناء ورفع الباب (٤) حتى لا يدخلها (٥) إلا قريش.
فقدر الله تعالى أن رمى البحر بسفينة (إلى ساحل مكة) (٦) لتاجر رومي اسمه باقوم (٧) ، فخرج الوليد بن المغيرة يبتاع الخشب ، وأخبر باقوم بقصدهم. فأخبره باقوم بأنه نجار بناء ، فاشترى الخشب ، وطلع باقوم معه (قاصدا مكة لبناء الكعبة) (٨).
__________________
(١) في (ج) «اجتمعت». وانظر : بشأن البناء ابن هشام ـ السيرة ١ / ١٩٢ ـ ١٩٩.
(٢) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).
(٣) زيادة من (ج).
(٤) في (ج) «باب البيت». وذكر الناسخ أن في نسخة أخرى" البيت».
(٥) في (ج) «يدخله».
(٦) ما بين قوسين سقط من (د).
(٧) قال الأموي (يحيى بن سعيد): «كانت هذه السفينة لقيصر ملك الروم ، تحمل آلات البناء من الرخام والخشب والحديد ، سرحها قيصر مع باقوم الرومي الى الكنيسة التي أحرقها الفرس للحبشة». انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ٢ / ٣٠١.
(٨) ما بين قوسين في (ج) «الى مكة قاصدا البناء للكعبة».