[تحويل القبلة]
وفي السنة الثانية من الهجرة كان تحويل القبلة (١).
قال النووي (٢) نقلا عن محمد بن حبيب الهاشمي (٣) :
«حولت القبلة في ظهر يوم الثلاثاء نصف شعبان ، كان صلىاللهعليهوسلم في أصحابه ، فحانت صلاة الظهر وهو في منازل بني سلمة «بكسر اللام» ، فصلى بهم ركعتين من الظهر إلى بيت المقدس ، فأمر وهو في الصلاة باستقبال الكعبة ، فاستدار ، واستدارت الصفوف خلفه صلىاللهعليهوسلم ، فأتم الصلاة ، فسمي ذلك المسجد ـ مسجد القبلتين ـ».
وكان صلىاللهعليهوسلم مأمورا بالصلاة إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة ، وبعد الهجرة ، ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا. ذكره القاضي محمد بن ظهيرة في جامعه (٤) عن الأفقهسي (٥) وجزم الامام البغوي
__________________
(١) حول تحويل القبلة ، انظر : القرطبي ـ جامع أحكام القرآن ٢ / ١٥٠ ، ابن كثير ـ التفسير ١ / ١٨٩ ، الطبري ـ تاريخ ٢ / ٤١٧ ـ طبع دار المعارف ، ابن سعد ـ الطبقات ١ / ٢ / ٤ ، ابن خياط ـ تاريخ ٦٤ ، القضاعي ـ تاريخ ١٨٩ ، أثر أهل الكتاب في الفتن والحروب الأهلية للمحقق ٧٩ ـ ٨٤ ، أكرم العمري ـ السيرة النبوية الصحيحة ٢ / ٣٤٩ ـ ٣٥٢.
(٢) الامام النووي في شرح صحيح مسلم وفي السيرة النبوية كما ذكر ابن ظهيرة في الجامع اللطيف ص ١٥.
(٣) محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي بالولاء ـ أبو جعفر البغدادي من موالي بني العباس ، نسابة. اشتهر بالأخبار واللغة والشعر. له كتب كثيرة منها : المحبر ، والمنمق (مطبوعان) ، وتوفي سنة ٢٤٥ ه بسامراء. انظر : الخطيب البغدادي ـ تاريخ بغداد ٢ / ٢٧٧.
(٤) أي الجامع اللطيف ص ١٥.
(٥) في (ج) «الأفقهي». وهو شهاب الدين أبو الفضل بن العماد الأفقهسي ،