مكانة السنجاري في مجتمعه ووظائفه :
ذكرنا سابقا أن السنجاري كان من عائلة عرفت بالعلم والثروة والجاه. وقد أدى هذا إلى حصول أفرادها على مكانة عالية في المجتمع المكي. فورث السنجاري هذه المكانة المرموقة لأسرته وساعده على البقاء فيهما علمه الغزير المتنوع من شعر وأدب وعلوم دينية (١).
والذي يدل على مكانة السنجاري العالية في مجتمعه المكي الأحداث التي وقعت سنة ١١٠٦ ه ومطالبته بالتدخل والمشاركة فيها باعتباره من العلماء المرموقين في مكة (٢).
والذي يدل أيضا على مكانته في مجتمعه المكي عتاب الشريف سعد ابن زيد له عندما قدم للسلام عليه ، فقد قال له : «أنت خالفت بقلة الردية علينا ، وحقنا عليكم من أعظم الحقوق».
فقال السنجاري : «إن أذن لي في العذر سيدي تعذرت عن نفسي». فقال : «لا بد من ذلك». فأنشد بيتين :
كانت بنو حسن مجالسكم بها |
|
أهل العلم فدورها أولى بها |
فإذا تقدمت الثياب وأخرت |
|
زين الرجال تبين عند خطابها |
فقال الشريف : «لقد أسكتنا». رحم الله هؤلاء العلماء.
أما العلماء الآن فإنهم فارغون لا هم لهم إلّا المناصب (٣).
__________________
(١) المحبي ـ نفحة الريحانة ٤ / ٢٨٦.
(٢) علي الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١٠٠. عن الحادثة انظر : حوادث سنة ١١٠٦ ه من الكتاب.
(٣) علي الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن ٢ / ١١٨.