فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أين عثمان بن طلحة؟!». فدعي له ، فقال : «هاك مفتاحك يا عثمان ، إن اليوم يوم برّ ووفاء. خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة [إلى يوم القيامة](١) ، لا ينزعها منكم إلا ظالم».
وقد تقدم الكلام في هذا عند ذكر السدانة (٢).
قال العلامة ابن حجر (٣) في كتابه أسنى المطالب : «ان هذه الخطبة كانت يوم ثاني الفتح» ـ انتهى والله أعلم.
وفي هذا اليوم ـ أعني يوم الفتح ـ قال صلىاللهعليهوسلم :
«كفّوا عن السلاح إلّا خزاعة عن بني بكر» ، فإنه أذن لهم إلى صلاة العصر ، ثم أمرهم بالكف. فقتلت خزاعة رجلا ثاني يوم الفتح فوداه صلىاللهعليهوسلم (٤).
[مدة إقامته صلىاللهعليهوسلم بمكة]
ثم أقام صلىاللهعليهوسلم بمكة خمس عشرة ليلة (٥) ، وفي رواية تسع عشرة
__________________
(١) ما بين حاصرتين من (د).
(٢) انظر : ابن هشام ـ السيرة ٢ / ٤١٢ ، الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ١٨٤ ، ابن حجر ـ فتح الباري ٨ / ٣٣٢.
(٣) أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي المكي. توفي سنة ٩٧٤ ه وكتابه : أسنى المطالب في صلة الأرحام والأقارب. انظر : محمد الحبيب الهيلة ـ التاريخ والمؤرخون ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٤) انظر : ابن هشام ـ السيرة ٢ / ٤١٤ ـ ٤١٦ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٣ / ٣٠٤.
(٥) ابن هشام ـ السيرة ٢ / ٤٣٧ ، ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٣ / ٣١١ ، ٣١٢. وانظر بشأن الاختلاف في مدة اقامته : ابن كثير ـ البداية والنهاية ٤ / ٣١٦ ـ ٣١٧ ،