مقدمة الدراسة
سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، هو المستعان على كل ما عز وهان ، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمد الأمين ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، قدوة المسلمين وأسوتهم ، أرسله الله مبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فأدى الرسالة وبلغ الأمانة ، وجاهد في الله حق جهاده ، وكان حريصا على المسلمين وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم.
ورضي الله عن أصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... وبعد :
فإن الله تعالى اصطفى من الأنبياء محمدا ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الأيام يوم الجمعة ، ومن الأماكن مكة المكرمة ، فجعل فيها بيته الحرام ، وأمر المسلمين بالتوجه شطر المسجد الحرام خمس مرات في اليوم ، وزاد في تكريمها فجعل شعائر الحج تقام بها ، وأفئدة المسلمين تهوي إليها رغم جوها الحارّ وكونها بواد غير ذي زرع. وقد استوطن بها قلب النبي صلىاللهعليهوسلم ، حتى قال حين خرج منها مهاجرا إلى المدينة :
«والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولو لا أني أخرجت منك ما خرجت» (١).
__________________
(١) الترمذي ـ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سوده ـ الجامع الصحيح ـ تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان ، مطبعة الاعتماد ، مصر ٥ / ٣٨٠. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٧ في كتاب الهجرة ـ باب تعقب سراقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقال عنه الحاكم أبو عبد الله محمد النيسابوري ـ حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.