ولاشك ان ايمان العائلة الامريكية بالنظرية الرأسمالية كان قد اوقعها في وضع مأساوي خطير ، بسبب افتقاد النظرية لمنهج موضوعي ينظم الحياة العائلية ويساهم في بنائها العلوي. وبطبيعة الحال ، فان الاحصاءات الحكومية تعكس واقع هذاالوضع الاجتماعي. فعشرين بالمائة من مجمل الولادات فيامريكا في العقود الاخيرة من القرن العشرين لاتحصل نتيجة الزواج الشرعي المتفق عليه اجتماعياً ، وربع حالات الحمل تنتهي بالاجهاض ، ونصف عدد الزيجات في امريكا تنتهي بالطلاق (١) ، وعشرين بالمائة من البالغين الامريكان يعيشون حياة العزوبيةاختياراً (٢) ، علما بان وسائل الزواج ميسورة. وهذه الصورة الاجتماعية القاتمة دليل على فشل النظرية الرأسمالية الغربية في تقديم حل اجتماعي مقبول لمعالجة مشاكل الانسان الحياتية ، خصوصاً في عصر تدعي فيه النظرية الرأسمالية نجاحها الباهر في كل الميادين العلمية والتقنية والاقتصادية.
واذا كانت صورة الحاضر تعيش ضمن هذا الاطار المنحل ، فان صورة الماضي انما اختلفت في الشكل لا الجوهر. فخلال الحرب الاهلية الامريكية ، على سبيل المثال ، كان القانون الرأسمالي الامريكي يمنع الزنوج من التزاوج فيما بينهم ويسمح لهم بممارسة عملية الجماع دون زواج شرعي
__________________
١ ـ ( سار ليفيتان ) و ( ريتشارد بلوز ). ماذا يحصل للعائلة الامريكية؟ بالتيمور : مطبعة جامعة جونز هوبكنز ، ١٩٨١ م.
٢ ـ ( بيتر ستاين ). العزوبية. انجلوود كليفز ، نيوجرسي : برنتس ـ هول ، ١٩٧٦ ،