وهي قول الراوي عن فلان عن فلان عن فلان وهكذا حتى يصل الى من كان المقصود الاقصى الوصول الى قوله واما بيان صحة الترتيب والعنعنة في البيت فهو قوله (اذ جعل الرواية لصاغر عن كابر كما يقع في سند الاحاديث فان السيول اصلها المطر والمطر اصله البحز على ما يقال) وإلى ذلك اشير في قوله :
شربن بماء البحر ثم ترفعت
وقد ذكره ابن هشام في حرف الباء (والبحز اصله كف الممدوح على ادعاء الشاعر) ومن هنا قيل احسن الشعر اكذبه.
(ومنها اي من مراعاة النظير ما يسميه بعضهم تشابه الاطراف وهو ان يختم الكلام بما يناسب ابتدائه في المعنى).
وانما كان تشابه الاطراف نوعا خاصا من مراعاة النظير لانها الجمع بين متناسبين مطلقا اي سواء كان احدهما في الختم والاخر في الابتداء كما في تشابه الاطراف فانه قاصر على الجمع بين متناسبين أحدهما في الابتداء والاخر في الانتهاء.
والتناسب قد يكون ظاهرا نحو قوله تعالى (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) فان اللطيف باعتبار اشتماله من حيث المعنى على الدقة (يناسب كونه غير مدرك) بفتح الراء (للابصار والخبير يناسب كونه مدركا) بكسر الراء (للاشياء لان المدرك) بكسر الراء (للشيء يكون خبيرا به) والخبير من له علم بالخفيات ومن جملة الخفيات بل للظواهر الابصار فيدركها فظهر التناسب بين ابتداء الاية المباركة وإنتهائها.
(وقد يكون) التناسب (خفيا) يحتاج الى دقة نظر وتأمل صادق