قبل هذه الآية اعني قوله تعالى (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فتأمل.
(و) الارصاد (في البيت نحو قوله اي قول عمرو بن معد يكرب)
اذا لم تستطع شيئا فدعه |
|
وجاوزه الى ما تستطيع |
فقوله اذا لم تستطع ارصاد لانه يدل على ان مادة العجز من مادة الاستطاعة الموجبة لا السالبة اذ لا يصح ان يقال اذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما لا تستطيع او الى كل ما تشتهيه أو الى كل ما نريد ولو كنت لا تستطيعه او نحو ذلك والذوق السليم والفهم المستقيم شاهدا صدق على ذلك.
(ومنه اي من المعنوي المشاكلة وهو) اي وهذا القسم من المعنوي (ذكر الشيء) كالخياطة في المثال الاتي (بلفظ غيره) كالطبخ فيه (لوقوعه في صحبته اي لوقوع ذلك الشي) اي الخياطة (في صحبة ذلك الغير) اي الطبخ (تحقيقا او مقدرا اي وقوعا محققا او مقدرا) هذا التفسير لدفع ما يوهم أن قوله تحقيقا راجع للذكر وليس كذلك بل هو راجع الى الوقوع فالمراد بقوله تحقيقا ان يذكر ذلك الشيء بلفظ غيره لوقؤعه في صحبة ذلك الغير صحبة تحقيق بان يذكر ذلك الغير عند ذكر ذلك الشيء والمراد بقوله تقديرا ان يحصل العلم بذلك الغير عند ذكر ذلك الشيء فصار ذلك الغير مقدرا والمقدر كالمذكور فوقع ذلك الشيء في صحبة ذلك الغير.
(فالاول) اي فالقسم الاول من المشاكلة وهو ذكر الشيء بلفظ غير لوقوعه في صحبته وقوعا محققا (كقوله قالؤا اقترح شيئا) مأخؤذ (من اقترحت عليه) اي على فلان (شيئا) تقول ذلك (اذا سئلته) أي