لا على غيره لمصاحبته لذي النفس فتدبر جيدا.
وليعلم ان الظاهر من كلام الجمهور ان المشاكلة بقسميها مجاز لغوي لانها كلمة مستعملة في غير ما وضعت له لعلاقة لان الوقوع في صحبة الغير من قبيل علاقة المجاورة وقد تقدم بيانها في الفن الثاني فانهم وان لم يصرحوا هناك على ان الوقوع في صحبة الغير من اقسام العلاقات لكنهم صرحوا على ما يرجع اليه وهو المجاورة.
وقال بعضهم ان المشاكلة قسم ثالث لا حقيقة ولا مجاز اما كونها غير حقيقة فظاهر لان اللفظ لم يستعمل فيما وضع له واما كونها غير مجاز فلعدم العلاقة المعتبرة لان الوقوع في صحبة الغير ليس من العلاقة ولا يرجع الى المجاورة المعتبرة علاقة لانها المجاورة بين مدلول اللفظ المتجوز به وبين مدلول اللفظ المتجوز عنه اي تقارنهما في الخيال والمشاكلة ليست كذلك لان المشاكلة ان يعدل عن اللفظ الدال على المعنى المراد إلى لفظ غيره من دون ان يكون هناك مجاورة بين مدلولي اللفظين وتقارن بينهما في الخيال فليس فيها الا مجرد ذكر المصاحب بلفظ غيره لمصاحبتهما في الذكر ولو كان هذا القدر من المحاورة يكفي في التجوز لصح التجوز في نحو قؤلنا جاء زيد وعمرو بان يقال جاء زيد وزيد مرادا بزيد الثاني عمرو لوقوعه في صحبته وهو لا يصح قطعا بشهادة الذوق السليم والفهم المستقيم.
(والثاني) من قسمي المشاكلة (وهو ما يكون وقوعه في صحبة الغير تقديرا نحو قوله تعالى (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ